السبت، 11 فبراير 2012

على جناح الحب






لم تكن تصاميم القدر على قد الأمنيات
ولم تكن ديكورات الزمان الملىء بتجاعيد البعاد
مناسبة لذاك العشق العذري
...
كم توارت الأحلام خلف ظلال الغابات الموحشة
كم عبرتْ رسائل الحنين بحار الغربة
وذبلتْ أزهار الشوق في كف الرحيل
...
كم هي كثيرة المسافات التي قطعناها معا
تدمي أقدامنا أشواك الليالي
حين يكون قمرنا الفضي مريضا
ونظرات المارين تلتهم ملامحنا
...
كل الأشياء من حولنا تهدد فينا " الحلم "
أدمنا الشرود بين زقاق الأفكار
وكم مرة حكموا على قلبينا بالإعدام
نهرول بحثا عن مأوى يضم الجراح
يعانق شتات الأرواح
...
لم يكن عالمنا إلا فسحة أمل
تشرق بنبض الإحساس فينا
أتذكرَ غربتك الصفراء
التي كانت تضعفني
وترسمني هيكلا معلقا
على بوابة الانتظار
...
أتذكرَ رسائلي المبتلة بالدمع
وحين كنتُ أرشها برذاذ عطري
كي أبقى في خيالكَ زهرة
لا تفقد شذاها الأنثوي
ما زلتُ أطرح الحزن الذي
ما لبث يلازمني
منذ رحلتَ خلف الريح
وحجبتكَ الشمس
...
كل الجمادات حولي شكتْ غيابكَ
وسادتي ...
قهوتي المرة ...
مدادي..
يراعي ..
كلماتي ...
وأحرفي الصغيرة ...
كبرتْ دمعتي وصارت تعاند عيني
كلما تذكرتْ غيابكَ ...
...
"زينبُ" حضنتكَ في أعماقها المشتاقة إليك ..
لفها الحنين
حتى عدتَ تطوق أمنياتها من جديد !!!
تلبسها أثواب الفرح المزركشة ...
تهديها رياحين الشوق
تعانق ابتسامتها التي جفتْ
...
كبر الحلمُ يا "جمال"
وصارتْ براويز الصور تضمنا معا
دون خجل يقتلنا
ويكسر لهفة اللقاء
ماتتْ الغربة أخيرا
واستضاءتْ من بين الغيوم فرحتنا
كل شيء بيننا كان على موعد
حتى سنوات العجاف التي سرقت منا الأماني يوما
ها هي تعود
كي تحضن الحلم اليتيم
وتهدي قبلاتها المنسية
...
على جناح الحب نحلق معا
تعانق أصابعنا بعضها البعض
وتفترش الأرض لنا بساطها الأحمر
ونشعل في دروبنا
شموع البقاء
ونمتطي خيول السعادة
كي تتم مراسيم اللقاء


الاثنين، 6 فبراير 2012

كالحلم إذا فقد جاذبيته


                                        

  نهضت أحلامي باكرا  هذا الصباح ...
تداعب الندى
تراقص ألحان الفجر..
وتنتعل إشراقه السماء ...
هي بريد المشاعر إذا اكتست ألوان النقاء ...
 تشبه عذوبتك
تشبه بريق عينيك
وابتسامة ملامحك
قد تتساءل كيف يشبهكَ الحلم ؟
كيف يأخذ بعض من صفاتك
كيف تكون ملامحك شفافة كالحلم
نقية كالفرح الذي يحتويه
لم تكن أحلامي إلا أنت
تفاصيلها أنت
أحداثها أنت
وانتعاشة صباحها أنت
خلف كل إغماضه ليل  " حلم "
يهذي بحروف اسمك
يعانق ضلالك الشامخة
هب لي وقتا أفتش
عن بقايا حنين
عن مرايا شوق تكسرت
 إلى شظايا
وتناثرت كالهدايا الإلهية
طوقتك
بأمنيات الطفولة
ونشرتُ عطوري في طريقك نحوي
كعطر الغروب المنسي  
وشذى الياسمين الدمشقي
الذائب حول قوافي الشعراء
تمهل أيها الحلم
ولا ترحل
كي أنحت صورتك في مخيلتي
وأغزل من نسيج النثر ألف حكاية لك
يغريني صمتك الملكي
ووسامة حضورك بين المنامات القديمة
أحقا أنت الحلم ؟!
أحقا أنت أقصوصة العمر؟!
قد تبدو كسرة من الماضي
يصارع الزمن كي يبقى حاضرا
يشم البقاء الأزلي في وجوده الهلامي
تعبتْ كل أحلامي
حين كنتَ فيها زائر
تعبر مدائنها وزقاقها
تعبتْ حين كنت تستهلك أنفاسها
وترحل
من غير عودة ..
فيموت الحلم لفقدك
ويموت ضجيجك الناعس بين يدي
حتى متى يا أنت ؟
حتى متى تعزفك المساءات لحنا ؟
وتنبت شتلات الحنين على أسوار وجودك
هب لي فرحا بلون البقاء
ولا ترحل مع الغياب
الذي أدمى سكوني
دعني أقاسمكَ
دمعة
ابتسامة
وأهديكَ قوافل من أحلام سرمدية
قبل أن تفقد جاذبيتها
وتموت تفاصيلها
أشاكس  المطر لأجلكَ
أفاوض قطراته
أجسده  بحيرة  صغيرة
كي تنام  الأماني  تحت شلالات عينيك هانئة
لا ترحل
كالحلم  إذا فقد جاذبيته
لا ترحل
واترك القمر يلهو بنا
تحت سمرة الليل
وعطر السحب .
لا ترحل