السبت، 31 ديسمبر 2011

فضاءات منسية



اللحظة التي يولد فيها  الشعور
على يد الإلهام السماوي ...
ويعلن صرخته الأولى كي ينطلق ...
ويمتد نحو آفاق العالم !!
ليشم الأشياء بطريقته..
ويعبث بالكون كالدمى بين يديه !!
يكسر الموج ، يحطم الصخر ،
وينفخ رمال الصحراء الرقيقة  كي يبعثرها ...
هي ذاتها
 لحظة هروبه من الأنا !!!
هي ذاتها
موته السريري
حين أصيب بـ لوثة حمقاء
دون أن يدري
أفقدته تاريخه المزخرف على ألواح الماضي
فبات يتجرع ألم خضوعه..
ووجع يأسه...
ناقما على كل ما يحيط به
على تلك الأرواح التي أجرمت في حق ولادته !!
وأقامت ليلة ميلاده مأتما
لم تعد فضاءاته إلا سماوات غياب
تعربد فيها ذكريات تشبه اليباب
وكل الزوايا شاحبة
كخسوف القمر ...
كمدائن مهجورة تسكنها أشباح الليل ...
يملأها نعيق الخائفين من الموت ...
فضاءات منسية على الطرقات !!!
ساحتْ دماء الفجر فيها
واستحلت حرمة الصباح ...
وأصبحتْ خواء تعوي فيها الساحرات
نحلتْ أزهارك الحمراء ...
وعانقتْ دروب الموت
حشوت العمر ألغاما ..
تنفجر في وجوه المسافرين ...
لم يكن ميلاد الشعور الذي حرّك في داخلي معاني الانجذاب نحوك
إلا وهما
إلا ألما ...
يصارع القدر
كي لا يبقى ....
يجامل الحياة
كي ينسى...
كنت أظن فيك علامات تنبىءُ
بمولد قلب جديد
بمشاعر تحمل بذور الطهر
تحلق بأجنحة الوفاء دون توقف
فخابت الأمنيات ..
وهجعت كل التوقعات !!!
فنسيج الحلم الوردي أوشك أن يتمزق
كي نعيش الواقع بكل سمومه
ولم يتبقى من كل هذه النهايات
إلا بقايا أمل مبتور
وفرح يتآكل بيد الوجع

السبت، 24 ديسمبر 2011

بين حــلم ومـــــوت


على طاولة الصمت جلستُ ..أعيدُ ترتيب نفسي.. وامسحُ من ذاكرتي كل الوجع تعبتُ من سداد فواتير الألم..تعبتُ من تلك الحكايات المزعجة بفصولها القاتمة
كل أحداثها تدل على كآبة مزمنة.. أشرعة رحيل متكسرة..كلمات خرساء بائسة..فناء يشبه الغيوم الغاضبة..كل أفكاري أصبحتْ تجهضُ سفرا شاحبا..لا تستلذ السهر أو تهوي القمر الناسج للأحلام..يلازمني الدمع كلما أوغلتُ في حياتي وهتكتُ أسرار المشاعر..أجلتُ بكائي هذا المساء .. أجلتُ مواعيدي مع الأرق القاتل .. حتى امنحُ وجودي فرصة لعلها تسترقُ نشوة الهناء..تثيرني الريح وتشتتُ في داخلي كل الفضاءات.. تمزقت قواي على الاحتمال.. فأتمنى العودة حيث كنت..أشعر أن أفكاري قد شاختْ..قد تلوثتْ بحماقات الوقت.. أو ربما أصابتها لوثة من جنون عابر.. بتُ أشتهي سماوات اللاعودة .. ولون البياض الذي سيلفني حين أزفُ لملاذي الأخير.. هناك بعيدا على أطراف الحلم تولد الكثير من التفاصيل .. الكثير من الأوجاع التي تناستْ طريق الشفاء .. لم تعد طهارة الأحلام حكرا على أولئك الذين صامتْ قلوبهم وسجدتْ آلامهم .. لم يكن طريق اللقاء الذي فرشته النجوم ذات مساء إلا طريقا شائكا بل له وخز كالإبر يطعن الروح إذا استلذتْ بمتعة الانتماء للقمر .. لم تنضج مخيلتي بعد كي أرسم ملامح سطوري التي باتتْ تعانق صمتْ الحرف ... ودمع السطور.. لم تنضج بعد كي تروي ذكريات البحر الحزين حين رفعتُ نظري على امتداده انتظر مراسيل القدر.. وأحاكي زرقته التي توحي بصمت المكان..فلم يزل يكتشف في داخلي تلك الأنا العالقة في أعماقه الخاشعة كخشوع الليل..وتمايلها بين شقائق النعمان الناعسة..هناك لحظة تشبهني كأنها أنا بنفس الهدوء الذي يعتلي سماء روحي.. بنفس الصمت اليتيم الذي صلى على عتبات قلبي .. كتلك الأنا تماما إذا توضأت من دنس الخطايا وقت السحر.. كم يفصلني الواقع عن روحي الحالمة ويتركني أعيش حياة الاغتراب.. بتُ لا أشك أني من عالم يغزل الأوهام من خيوط الفناء حيث لا بقاء ولا استمرار..مجرد شرود بائس..ونزق طائش..لو كانت كل الأحلام تفسر لفسرت ذاك الحلم الأسطوري الذي تربى في حضن وسادتي حين كنت أرقبُ نوارس البحر..وانتشى لحظة تقبيلها للموج..لكنني أعلم أن الأحلام كالسراب تظهر وتختفي.. وأعلم أنها مجرد أضغاث تشابكت في مخيلتي فلا تلامس من عالمي إلا شعوري الطفل الذي مازال يرضع من ثدي الحياة كي ينمو..لم تكن لحظات الغروب إلا لوحة تجسد في داخلي مفاهيم الموت ..هي لحظة الانتهاء الأبدية..حين بدء ينمو في أعماقي معنى الرحيل..حين أكون في زمن الماضي غريبة وتتشكل النهاية بكل أبعادها..بكل ازدواجيتها المجنونة ..وعشقها للفناء..هكذا هي الأنا كلما جلستْ على طاولة صمتها تغازل الموت من بعيد وترسم أبجديات وجودها .

السبت، 17 ديسمبر 2011

سطور بلون السماء


الحب طير ..أنا وأنت جناحية...الحب نقش أزلي ..
"فسيفساء حلم " نقشناه يوما على جدار الليل
حين كنا نستقي " الغرام " ونقتات " الهوى"...

الحب آية القلب إذا انشق عشقا ...
الحب نسيج عاطفي .. متاهة عشق أبدية ...
الحب وردة حمراء وجرح يسيل ...

الحب أمسية ليلكية رقصت نجومها وغنى القمر ...
الحب قصيدة بقافية بكر لتو تتعلم موسيقى العروض ...

لا تكفر بالحب ...
وشيد في قلبك مسجدا تصلي فيه المشاعر بخشوع ...
كم بذرتُ حبك في بساتين العمر ...
كم تركتُ شرنقة الهوى تنمو في داخلي
حيث تولد مواعيد العشق دون توقيت أو تواريخ محددة ...

الحب نسمة تغني مواويل الفرح....
وترتدي بدلة الوفاء حين تشتاق ...
الحب كالصحراء حين تلد الواحات من خاصرة السراب ....

الحب بحر إذا تعمقت فيه غرقت شوقا وولها ...
على ضفافه الكثير من المشاعر المدفونة سرا ...

لم تنتهي تلك الكلمات المائلة على جدران النهار ...
مازالت تنبض بدفء الحكايات ...
مازال حنانها يكسر برودة الألم ...

الحب شمعة نوت الصيام ليلة الفراق ...
الحب أكليل علقته الأماسي على جبين القمر ..

فسر الحب كما تشاء ...
كتلك الكلمات الشفافة التي تعانق آفاق الصفحات ...
كقوس قزح المعلق على السماء مبتهجا تحاكي ألوانه بياض السماء ...
فسر الحب كما تشاء ...
وعانق أمنياته الحالمة !!!...
واترك الروح في محرابه تخشع .

الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

من وراء جدران الصمت ...!!!!



لكم يخنقني الصمت... ويبعثرني حيث لا أكون..
مجرد وهم ...
فكل شيء معد متاح قد شكلته يد القدر
حتى الحزن الذي ينمو على روابي الجسد المعذب..
تحرقني كل الآهات التي تكاثرت في داخلي
منذ ميلادها الحقير على أنفاسي...
جربت أن أحتسي من كاسات جنونك رشفة..
لعلهاتنسيني لوعة الحزن القاسية..
ويفرش المدى لي خيالات تشبه الأحلام الليلكية..
أعشق الهذيان حين أتقمص السعادة ولو للحظة..
أنسى فيها جرّاح قلبي المعتوه..
وملاّح عمري المجنون الذي قادني نحو جزيرة مجهولة
دون دليل يسعف وجودي غير المعقول..
لا أقدر أن أعيش دون جنون ..
أدمنته حتى ثملت أفكاري..
وأصبحت غير قادرة على وقف نزيف الجنون في داخلي..
ليس بوسع الرياح أن تقلبني وتعيد ترتيبي
فمنذ متى يتغير طبع الريح لأجلي؟
تقرئني عيناك كدفتر مذكرات قديم..
في لحظة شوق لعالمي الذي هجرته بإرادتك الأنانية
كي تستبيح قلوبا أخرى..
وتظن أن سعادتي بيديك؟...
تحاول جمع بذور مشاعري المبعثرة في الطرقات
كي تخفف عن نفسك عقدة الذنب في حقي..
تحاول أن تلملم شتاتي وتجمعه من ديار المنافي
كي تبرر لنفسك أنك ما زلت هنا في عالمي
تشعل نفسك فتيلا في سراجي القديم..
تحاول أن تعود إلي كي تسكن أعماقي من جديد..
كي تظللني بغيمتك الرمادية..
كي تحضن بيديك حلمي الصغير..
وأبارك لك صنيعك الرحيم..
وتأخذك الرأفة كي تكفر عن جرمك
بعد أن حولت نسائم عمري زوابع لا تغادر طقسي..
وأصبح الحب في عالمي موسمي
كلما ذكرتك في مساءات الغياب..
اعذرني فالجرح منك، أقوى أن يضمد بشاش مزيف..
أومرهم انتهت صلاحيته..
أشربك مع كل جرعة ألم
لعلني أنساك أو على الأقل أتناسى ألمي
حين نطق بأسمك...

الأحد، 23 أكتوبر 2011

اعترافات متأخرة



 على ساحة الاعتراف هنا تولد النهايات بأي لون كانت ...
بأي شكل يسع حجم تمردها لتتشكل معها اعترافات متأخرة ..
تلتصق على أطرافها المنتهية ..
اعترافات قد تكون بنكهة الملح ...  
تتقبلها العقول أو ترفضها ..تكتبها الأقلام أو تخفيها ...
فثمة أشياء لا نتوقعها ..حين تكون النهاية باردة كـ الجليد ،
وتفاصيلها سمراء قاتمة !!
من الصعوبة بمكان استيعاب ما يجري...
فالمشهد ينبىء بتعاسة قادمة ..
بدموع سوف تسكب على مشاهد الجزء الأخير ..
كل الملامح المستعارة سوف تتساقط كأوراق الخريف
التي بلغت سن اليأس ...
وتذوب الابتسامات الوردية ...
لتجتاح الوجوه موجه جفاف لا تنتهي...
ويعلو  عندها ضجيج الآلام المزعج ..
وتعم المكان فوضى المشاعر المختلطة بمذاق الغربة ..
أليس غريبا أن اشتاق الألم إذا غاب ..واستوحش في داخلي طعم الحياة ؟!!
وكأني معلقة على مشنقة الضياع بين سماء الخوف وأرض العقاب ..
 تذكرت أخيرا أن ميلادي لم يكن  إلا شرارة وجع ...لم يكن صمتي إلا موت جسد ..
أصبحتُ كـالماء المسجون في قنينته الضيقة ...
لا يتنفسُ !! بل يموت ضـجرا ...
هكذا نحن حين نتعود هذه النمطية في العيش 
وتتشكل من تلك العذابات نهاية الطريق الطويل ....
فقد يكون المصير المجهول قبرا أو ربما سجنا لا فرق ..
فكــــــلاهما يستبيح قدسية الروح ..
ويمضيان بها نحو الغروب الجريح
 فمازالت دماؤه الحمراء تنزف في البحر ..
 لتنكشف أوهام الضمائر الميتة ...
وتنتهي الأكاذيب الساذجة ، رغم نباحها بصوت مرتفع .
رغم شراسة أساطيرها..فتتبخر كبخور العارفين فوق رؤوس المجانيين .
تثيرني لحظة الاعتراف الأخيرة !!حين تتجسد الحقيقة كما هي ..
إلا أن ثورة العصيان في عالمي جريمة ..
وشعارات البطولة التي تداعبني
 هي في مذهبي أضغاث أمنيات بائسة ...
قاسية تلك الحواجز التي تحرمني لذة النضال ..
فكلما كانت اعترافاتي متأخرة .. يتولد في داخلي ذاك الصراع
بين موت جريء وحياة ملتوية ..
فتبقى حقيقة الوقت الوحيدة.. أن للموت وجها واحدا
لكن ..
للحياة ألف وجه يقودني نحو السراب...

الاثنين، 17 أكتوبر 2011

بقايا عتاب أبيض ...!!


 سوف يؤرقني البوح هذا المساء ..
سيطعن أحلامي بخنجره المسموم
لن يمنحني فرصة الصمت ...
 أو يترك تقاسيم وجهي تعبر ...
لن يترك الدموع هي من تكون سيدة الموقف ...
لما البوح دائما هكذا...
يسبقني ليجسد التفاصيل بطريقته القاسية .
وكأني ميتة أمام نفسي إلا من هذا الصوت الجاف.
حقا أنا إنسانة من زمن الضياع ..
افترش أحلامي للبيع ،،، على رصيف الشوارع الحزينة .
وابتلع خوفي ...
فكل الأرواح في حضرتي صائمة ..
وعلى ضوء الشموع البائسة  تُستحضر الذكريات.
كي نمارس معا طقوس الألم .
انتهت الحفلة ..
وانتهت رقصة الخائفين على حافة الموت .
لم يعد هناك من يلبي رغبة البقاء.
الكل بات يعشق الرحيل ...
سأرحل  دون عزف عينيك الذابلتين....
فلم أعد في عينيك ذاك الوطن.
لم يعد بيننا صمت أو بوح ...
مجرد بقايا من أنفاس الوقت النتنة .
 أو مجرد حكايات خرافية ...
لم أعد أقوى على التضحيات.
فكل حرف أكتبه يوشك أن يشعل نيرانه ، كي يحرقني .
لا تمروا هنا ..
 تؤلمني نظرات أعينكم الملىء بالشفقة على كلماتي الذبيحة.
انتهى ربيعي الزاهر ...
وأصبحتُ أنثى الرماد كـ تلك التي في الأساطير.
استجدي القوة لنفسي وعبثا تضيع دروبي في الزحام .
لا تمروا هنا ...
وتركوا صفحتي يتيمة
منذ متى يُعشق الحزن في الكلمات ؟
أو يصبح السطر أجمل لو عانق بكاء الأقلام .
دعوني وحيدة اقرأ المراثي على القبور .
تدفعني نفسي كي لا أبقى ...
وارحل كمن رحلوا على متن السحاب.
كغيمة ولدت وضاعت في سماوات الرحيل .
تدفعني نفسي كي لا أبقى ...
فالبوح يؤرقني ...
ويطعن أحلامي بخنجره المسموم

الأحد، 9 أكتوبر 2011

صراعات داخلية ...!!!




عبثا تحاول أن توقظ ابتساماتي النائمة ...
تحاول أن ترسم لي فضاءات فرح ...
ولكن عيناي ملبدتان  بهالات شاحبة فلا أراكَ..
أتكون على يميني أم على يساري ؟
لا أرى من حولي ، ولا أشعر بهم ...
فتحتُ نافذتي ، ألتمس منها هواءً عليلا ، يجدد في داخلي النقاء ، ولكن عبثا ...
فمازال الضيق يخنقني ، ومع كل شهيق أشفط الكثير من الآهات التي تعذبني ،
 فتتخلل كل خلاياي ، وترفض الخروج مع حركة الزفير الانسيابية .
صراعات بدأت تولد لتو ، مع أفكاري التي تتبنى بعض الأحلام المحرمة .
تتقاذفني في ساحات الموت ، فأتساءل لما القلب يصدق كل مشاعره ؟
ويحاول أن يترجمها أقوالا وأفعالا . رغم أنه في نظر الجميع هو مصاب بالعمى .
لست أدري لما نجد حياكة العواطف بل ونتقنها كي نصنع منها وشاحا بلون الحب
 وإن كان وشاحا ممزقا ؟
تغزلنا الأماني بصمت ، كي ننسج من خيوطها الرقيقة وهما .
ما عدت أفهم طبيعة الأشياء من أين تبدأ وإلى أين تمضي؟
كمسارات فلكية تدور بي ولا تتوقف .
عجزت عن تفسير نفسي ، وكيف أتصالح مع صراعاتي المزمنة ؟
أدمنت كل العذابات التي تخترق روحي وتلسع إرادتي الضعيفة .
تشوقت كي أرى حلمي يكبر حتى أتفاجأ بـ إغماءته بين ذراعي .
لم أشأ أن أكون صغيرة في نظر أولئك القساه رغم ترنحي أمامهم .
ليت بوحي يسع مدينة كبيرة كتلك التي نمت في خيال أفلاطون مرة واسماها بالمدينة الفاضلة .
لربما تهدأ نفسي قليلا من صراعاتها التي ألمس فيها عنادا لذاتي .
لقد أيقنتُ أخيرا أن الوقت الذي بعثته لي الأيام لم يكن إلا سرابا يسحقني .
كي أعيش لحظة النفي خارج حدود الحياة التي استحقها .
كم هو قاس جدا أن ترى الألم في عينيك ينمو ، وأنت لا تبكي
وتتمنى رؤية دموعك تسقط ولكن دون جدوى .
ختمتُ تأشيرات أحزاني كي ترحل عبر الموج أو البر لا فرق عندي
إلا أني أراها قد خضعت لإقامة جبرية في روحي ..
بت أشعر أنها قدري وصراعي الأبدي الذي لا ينتهي .
حاولتُ أن أرى في بقاءها مللا أو قليلا من الندم لتعذيبها لي ،
 فإصرارها  للبقاء ...
 يشعل في داخلي نارا تكفي لحرق حقل من القمح يمتد مئات الكيلومترات ،
ولا يمكن لبحار العالم كلها أن تطفئ نيرانه الملتهبة غضبا.
أشفقتُ على نفسي من صراعاتها التي يطول عمرها كل يوم ،
حاولتُ الهرب من أفكاري ، وأتوسد الراحة ولو جزء من الثانية .
عبثا أحاول أن ابتسم في وجه الحياة ،
وأخفي أجواء هذه المسرحية التي تحمل طابع التراجيديا القاسية ،
وتحدث أحداثها على مسرح كياني الغائب عن الوجود .
لم يتبقى الكثير حتى يسدل الستار ، فالنهاية ولدت أخيرا بطعم الدموع ،
ولم يبقى لي من كل هذه الصراعات إلا شيئ..
 من الكوابيس تزور منامي كل ليلة يكون القمر فيها بدرا جميلا ،
 وتغتال سكوني الوسيم حين يلوح من بعيد كي يسكن أعماقي وتهدأ .
لم يبقى لي من كل هذه الصراعات إلا شيئا يعذبني كلما اشتعل في خاطري .

الأحد، 2 أكتوبر 2011

عالم آخر !!!


كالعادة تهرب مني الكلمات حين أريدها .
 فتتلاشى المشاعر التي سكنت خيالاتي ، وتضيع قبل أن أطبعها كـ قبلة على أوراقي .
 تعودتُ هذا منها منذ عرفتها  ، منذ كان حزني في ربيعه الأول فينهشني  كـ وحش كاسر .
لا أشعر إلا بتلك الشلالات القاسية التي تسقط على روحي مندفعة ، فتجعلني فتات محطم .
وبعد محاولات عديدة كي أنهض من غيبوبتي ، تستلمني الدموع ودون رحمة تعصرني ،
وكأن كل جسدي أصبح كتلة واحدة . تلفني الأوجاع من كل اتجاه .
وأصل إلى مرحلة الهذيان ، فلا أميز عباءة الليل السوداء من أقنعة النهار التنكرية .
و الضياع يغرز مخالبه في أحشائي بقوة .كأني في معركة شرسة بين الخير والشر .
وكأن الشر أنتصر وأصبح يمثل بجثتي . أصرخ لعل من هو قريب مني يسمعني .
ويسعف صوتي المذبوح . يمنحني أوكسجينا نقيا.
ولكن رئتاي لا تتنفس ، وربما أضربت عن العمل .
فهي عنيفة بعض الشيء ، ولا ترحم ألمي الجاثم على جسدي النحيل .
 معذورة هي ، لعل الجسد يحن لـقبره المحفور له منذ سنين .
 سحقا للحياة ! حين تمضي وتتركني تحت رحمة الانتظار.
لقد شاختْ نبضات قلبي وبدأتْ تنبض برفق وأنا كالبلهاء في غيبوبة طويلة .
وأوردتي أصبحت منحنية ذابلة كـ أسلاك الكهرباء في فصل الصيف ،
وكأنها مزروعة في صحراء ، وليس في جسد إنسان أغلبه ماء .
ربما تماديتُ في الوصف وحشوت قلمي أنينا.
فقد أهلكه السعال و التقيء على أوراقي التي بلغت الشيخوخة مبكرا .
تناسيتُ أن أعمار الأقلام محدودة فهي ليست طويلة الأجل .
فإذا لم تمتْ ، سوف ينمو العفن على مدادها .
وتصبح عليلة تحتاج إلى الكثير من المضادات الحيوية كي تستمر في الحياة ،
وتواصل قدرها الكتابي .
 يبدو أني تلقيت صدمة قوية هذا المساء ، جعلتني أدخل في دهاليز موحشة .
أو أن الحمى قد ارتفعت قليلا لتصل إلى أربعين درجة مئوية .
يا لها من سخرية ، أني مازلتُ على قيد الحياة .
متى يبدأ العد التنازلي؟ وتنتهي حياتي كباقي البشر الذين رحلوا .
استغفر الله !!!! يبدو أن الحمى بدأت تلعب لعبتها .
وبدأت أهذي بالجنون .
الجنووووووووون ، فرصة أن أجربه وأنا على مشارف الرحيل .
رغم أني لم أشعر أني عاقلة يوما ما . ونوباته تنتابني بين فترة وأخرى .
 لا أدري لما اجعل من نفسي أضحوكة وأنا على سرير الموت ؟.
ولكن تلك اللحظات لا تفارق  مخيلتي أبدا .
رغم أن النسيان قد ألتهم كل ذاكرتي ،،، إلا منها .
كفى سخرية يا أنا .
علي أن أودع الحياة بشيء يليق بي كإنسانة دخلت أبواب التاريخ من خلال أنثى ضعيفة .
 تحاول أن ترمم بقايا روحها ، كي تشعر بالقوة ولو مرة واحدة في حياتها .
 ربما علي أن لا أكتب عن نقاط ضعفي حتى لا تُذكر في تاريخي الرقيق ،
 المعطر بـ شموع الحب البنفسجي .
( شموع الحب ) ،،، نعم هي خلطة عطرية اشتريتها حين كنتُ جميلة .
يبدو أن الهذيان تضاعف وتناسل بين كلماتي .
 هو القدر يا أنا ، حين يكون الفيصل بين قمة الفرح وبين قمة الحزن .
أشعر أن ذراعي ترفع من قبل شخص ما ولكني لا ألمحه ،وإن كنت أشعر به .
فالحمى قاسية وتحجب عني النظر .
أري بياضا في بياض أيعقل أني مت ؟ وهذا كفني يلف حولي .
ولكني لم أنطق بالشهادتين بعد ، ولم أودع من أظنه يحبني .
 فشعرت بشيء يضغط على ذراعي وينتفخ .
حاولت النظر بقوة حتى رأيتُ الممرضة بصعوبة بالغة، وهي تقيس ضغطي المسكين.
لا بأس مازلتُ على قيد الحياة .ومازلتُ قادرة على البكاء حتى الصباح .
سوف أحاول أن أجمع رؤوس حروفي بالحلال ، وأقيم عرائسها على السطور.
وإن فضلتْ بعضها أن تبقى عزباء لفترات طويلة،فهذا شأنها فلا إكراه لرغبتها .
مرت على غيبوبتي ساعتين .وأنا في عالم آخر.
فخافتْ أوراقي الحمقاء  أن تقيم لي بيت عزاء ، يكلفها أحزانا ودموعا .
فلزمتْ الصمت ، حتى تأكدتْ أن ساعة الخطر قد مرتْ.

الجمعة، 16 سبتمبر 2011

باقات حمراء لــــ فضاء عينيك



 اليوم سأكتب بلغة الورد ...لعل الكلمات ,,,, تتعانق مع الباقات
لعل الابتسامات ,,,, تولد من جديد
وتعود شوارع القلوب كي تضيء
هدايا الصباح جميلة ,,,, كـ باقة حمراء تنتظرك ,,,, ملفوفة بشرائط الوداد البيضاء
ممزوجة بعطر الحياة  
فلا معنى للورد دون عينيك
دون لمساتك الحانية حين ترقص قطرات الندى الساكنة
على الوريقات الناعمة
لا تظن أني بائعة ورد غجرية قادمة من أرياف الجبال
تمنح ورودها لقلوب المدينة الصاخبة
ولكن
هي هواية القلب ربما
إذا أحب أن يرى العالم
في عيون الورد
 إذا أحب أن يبتكر للعالم  لغة جديدة 
 مولودة من رحم الحب
تبحث بين العشائر والقبائل أشعارا كلما عطشت القوافي
وهاجرت من أجل حرف

  
هي باقة حمراء بلون المشاعر العاشقة
تنتظر لفتة أو يدا تحملها إليك
كذاك الحلم تماما حين كان ورديا
تعزفه الروح نغما
وترتديه الأشواق أكليلا   

 في لحظة
نتأمل الورد معا
كـ..غيمة بيضاء مسافرة
كـ... أميرة تنام على شرشفها الحريري الأبيض
كـ...ابتسامة خجولة لتو تتشكل
كـ...نغمة يطلقها عصفور أشقر


تخيل أن كل الباقات نُسقت لأجل عينيك
تصافح قلبك
تهديك خيالات سوسنية
تحرر فيك أملا سجينا
وتعتق روحك من عذاباتها السرمدية


لا تشيح بوجهك عنها
أو تتجاهل زينتها
وفستان فرحها   
حتى لا تذبل فهي حساسة جدا
لم تتعود في الحياة أن تُرفض
لا ترفض بوحها المشحون عاطفة
فهي لا تكذب
لا ترفض عبيرها
فلرائحتها ذكريات
 قد تشعل فيك حنينا

 الحب والورد لهما ميلاد واحد
كلاهما ... يحمل طابع الوفاء
كلاهما ... يستمد الدفء من الآخر
الحب لا يكتمل من دونه
والورد يبكي إذا لم يشعر بـ الحب يخفق بين أغصانه
كلاهما ... يمنحان الأنس
ويقطفان السعادة
دون ملل يلتقيان عند رصيف المشاعر
يتبادلان الأحلام
وقراءة دفاتر القلوب المشتاقة

 أخيرا .... امنحني أيها الوجود أمسية بلون الورد لو سمحت
بعطر الورد إذا شئت
بفضاءات تشبه الورد
بكلمات غمست بروح الورد
امنحني لو سمحت
وقتا
غير مقيد بالساعات
 وقتا يتسع
لشمعة صغيرة
و حلما يعانق وردة بكر
في حضرة الحب لو سمحت






الأربعاء، 31 أغسطس 2011

كلماتي ليست كـ ـكل الكلمات



 كلماتي اليوم ليستْ كـ كل الكلمات
بحلوها ومرها رميتها على الورق
سال لعاب السطر الشقي كي يحضنها
ويمزج على رائحتها حكاية لم تكتمل
هي بعثرة بلون الشتاء  
 حاولتُ أن ازرع فيها أملا ... حلما ...
وقليلا من تفاؤل الصغيرات
حاولتُ أن انقش على جدارها فرحا أبيض ...
واعلق على سطورها مرايا الخلود ...
حاولتُ أن أرسم فيها ميدانا ،،، لخيولي المسافرة مع الريح...
بعد أن أوشكتْ روحي أن تنهي صراعاتها في ضواحي القلق
وانفض غبار ذكرياتي المتراكم عليها
أتوسل للأيام لعلها تهرول معي
 وانحت في العمر صورة أخرى
فبراويزي القديمة لم تعد تنفع
ولم ألحظ أن لون الحياة تغير ،،، ليكون شاحبا كالخريف   
أدمنتُ الغياب فلا شيء يثيرني
بعد أن رفض البحر سفائني
وحاولتُ أن أكون صديقة للموج ،،، فأغرق أشرعتي
كمدينة الضباب تبدو أحلامي
ومداخنها تحرق أوقاتي الجائعة لنور الشمس
كلماتي اليوم ليست كـ كل الكلمات
تلتهمني أسرارها ... تقيدني أغلال صمتها
وكأني أعيش أحداث رواية غامضة
بدايتها ألم ونهايتها دموع
قد تكون السبب في توهاني
قد تكون  السبب في إغماءتي  الأخيرة
افترستني الليالي دون مقاومة  
وصادرتْ كل أفكاري
فأضحت دفاتري مقبرة لأجنة كلماتي البالية
ماذا تبقى لي ...
والبحر يخاصمني 
ونثري يباع في الأسواق القديمة بلا ثمن
كلماتي اليوم ليست كـ كل الكلمات
لن يبرأ الجرح المطبوع في جسدي كالوشم
 فحروفي تجهض مشاعري كلما نمت في رحمها الصغير  
سأعلن أخيرا
أني بت أعشق الغياب يا قلم
والبقاء خلف أسوار الحكايات الأسطورية
لن أبقى طويلا
فدقائقي تترنح على ساعات الرحيل
لن أبقى طويلا ....خانتني رائحة الكلمات
 فكم مرة أتبعها وأضيع 
جهتي ليست من هنا وربما ليست من هناك ...
فقد أخطأتُ الطريق مرارا
وكم مرة نزفتْ أنفاسي الألم
كلماتي ليست كـ كل الكلمات