غيوم العشق


في زاوية صغيرة حشوتُ نفسي ...
انتظر ... انتظر... انتظر
 لعل صوت خطاك يقترب
وروائح الانتظار تغادر المكان
 مكثتُ طويلا وأنا أقف على حافة الرصيف
 معلقة نظري في الهواء
 ولكن
المسافات بيننا تترقع بصمت الليل الطويل
وتبدأ كل الأشياء ترسم نهايتها  
 حين تتمارض الأوقات في حضرتنا   
وتحرق ألف حكاية مسائية
وغيوم العشق التي ولدت تموت في سماها ...


وحيدة هناك أسند ظهري على حلم شاخ
وانتف الورد لما ضل شذاه إلى روحي 
وأظل ارسم من دموعي لوحة تسمى "هروب"
أتأملها بكل حواسي ...
لعل ظلك يأتي من خلف الزحام كي ترفع ذراعيك قائلا :" ها أنا "
هي أضغاث أمنيات ليس إلا
فأنت (لم تأتي )
وكل الأضواء بكت
ونمتْ شتلات غربتك حول أسواري
وتموت غيمة الدفء في حضن غيابك
وعلى مهل ... ظل يلتهمني انتظارك
وتستنشق الفراشات آهاتي
كثيرة هي الواوات التي تصف تفاصيل رحيلك
فـ رسائلك عذراء كما هي لم أفتحها
كي لا اقرأ فيها أنين أعذارك..!!!


( لم تأتي )...
وظلتْ رموشي ساجدة
وتسقط دمعتي مغشيا عليها
رحلتْ غيمتنا الفضية دون مطر
لتبقى ليلتي يتيمة تتدلى نجومها بضجر
وقد تعرى القمر ليهديك هالاته ..
ولكنك ( لم تأتي )
نزفتُ شوقا أرجوانيا ...
وكل لحظة تصيبني حمى الفقد ...فأنت( لم تأتي )
لما يخونني الوقت؟
 وتمزقني تلك الجمادات الزمنية
فبتُ أمقت الساعات ، وتكتكاتها البغيضة التي تتماشى مع نبضي الحزين
لما مواعيدك نائمة؟
أم أنك أنت من هيأت لها منامها
ما أعدت احتمل ولادة حزني القيصرية 


مادمتَ ( لن تأتي )...
انتهت سهرة الحرف هذا المساء
وأغنيات الفراق التي يعزفها على بوابتك المحطمة
أسدلتُ ستار نسياني....
وأقنعتُ القلب أخيرا برحيلك الأزلي ..

هناك تعليقان (2):

  1. ولم آتِ
    لأنني كنت أرسم آخر صورة لك في مخيلتي
    وأكتب آخر سطوري إليك
    وأغلف آخر أنفاسي لقلبك
    لم آتِ
    لأنني كنت في وحدتي
    كما كنت أنت في وحدتك
    الفارق البسيط بيننا والعميق جدا
    أنك كنت لا تبصرينني
    وكنت أبصرك رغم بعد المسافة بيننا
    لم آتِ
    لأنني التحفت بغطاء أبيض
    وسرير أبيض
    وملابس بيضاء
    مع الكثير من اللون الأرجواني
    تلك المادة التي تسمى ا ل د م .
    فهل عرفت الآن
    لِمَ لَمْ آتِ ؟؟!!!

    ردحذف
  2. كأنني الغيم ...

    يبدو أنك تعيش مع كل نص
    تجاري تفاصيله
    تحاكي أحداثه بكل الألوان
    تعيش لحظاته بكل الجنون الذي يحتويه
    فيكون ردك كأنه رد يتشبه بحالة النص


    شكرا لك على هذه الردود الطيبة
    هكذا هم الأدباء يتعمقون في الردود لأن بحر أفكارهم يحمل الكثير

    شكرا لكم بحجم المحيط

    ردحذف