اللحظة التي يولد فيها الشعور
على يد الإلهام السماوي ...
ويعلن صرخته الأولى كي ينطلق ...
ويمتد نحو آفاق العالم !!
ليشم الأشياء بطريقته..
ويعبث بالكون كالدمى بين يديه !!
يكسر الموج ، يحطم الصخر ،
وينفخ رمال الصحراء الرقيقة كي يبعثرها ...
هي ذاتها
لحظة هروبه من الأنا !!!
هي ذاتها
موته السريري
حين أصيب بـ لوثة حمقاء
دون أن يدري
أفقدته تاريخه المزخرف على ألواح الماضي
فبات يتجرع ألم خضوعه..
ووجع يأسه...
ناقما على كل ما يحيط به
على تلك الأرواح التي أجرمت في حق ولادته !!
وأقامت ليلة ميلاده مأتما
لم تعد فضاءاته إلا سماوات غياب
تعربد فيها ذكريات تشبه اليباب
وكل الزوايا شاحبة
كخسوف القمر ...
كمدائن مهجورة تسكنها أشباح الليل ...
يملأها نعيق الخائفين من الموت ...
فضاءات منسية على الطرقات !!!
ساحتْ دماء الفجر فيها
واستحلت حرمة الصباح ...
وأصبحتْ خواء تعوي فيها الساحرات
نحلتْ أزهارك الحمراء ...
وعانقتْ دروب الموت
حشوت العمر ألغاما ..
تنفجر في وجوه المسافرين ...
لم يكن ميلاد الشعور الذي حرّك في داخلي معاني الانجذاب نحوك
إلا وهما
إلا ألما ...
يصارع القدر
كي لا يبقى ....
يجامل الحياة
كي ينسى...
كنت أظن فيك علامات تنبىءُ
بمولد قلب جديد
بمشاعر تحمل بذور الطهر
تحلق بأجنحة الوفاء دون توقف
فخابت الأمنيات ..
وهجعت كل التوقعات !!!
فنسيج الحلم الوردي أوشك أن يتمزق
كي نعيش الواقع بكل سمومه
ولم يتبقى من كل هذه النهايات
إلا بقايا أمل مبتور
وفرح يتآكل بيد الوجع