شرود قد وأد كل أفكار المساء
صلب أحلامي بمشنقته المعلقة على عمود العذاب
ترقعني الليالي قمرا كسف ليلة البدر
أوآه لو أبكي
لو أصرخ
لو يلتهمني البحر دون عودة
كتاب من الحزن أنا
صفحاته أمست باكية وحروفه ثكلى
وسطوره شاخت وهنا وكهلا
أغرقتُ كل الأمنيات الكاذبة
كي أبقى في دروب اليقظة دون زيف الخرافات
فتيل مشاعري لم ترى النور منذ رحلت َ
وتركتَ عربة الوقت تجرني نحو اليباب
ماتت شموعي الواعدة
ومشاعري قد تقمصتْ الضياع
كفنتُ مساءات العشق
عطرتها بكافور الحنين
ودفنتها في شراييني
تنبهت ساعة قلبي للرحيل
وتسارعت عقاربها المخمورة بالفراق
كفى صمتا يعتلى أرواح الصباح
يضاجع الأمل المسافر
يحتسى ألم البعاد
شرود يذبحني
يمتص أحلامي
يدثرني بالوجع
كي أعيش اضطراب الأمنيات
أوآه لو أبكي
لو أصرخ
فلم تعد رئتي تحتمل الآهات
ولا أوراقي تحتمل ثقل الكلمات
يسحقني العذاب
ويدمي شعوري المقدس
أواه لو أبكي
على قبري
على روحي
وانسى للحظة
أني ما بين الأحياء أتنفس البقاء
شرود وأد كل أفكار المساء
صلب أحلامي بمشنقته المعلقة على عمود العذاب
ترقعني الليالي قمرا كسف ليلة البدر
ولم يعرف نشوة الضوء
ولا تاريخ السناء