عبارة قالها الأمريكي ( باتريك هنري ) في زمن سيطرة بريطانيا على المستعمرات الأمريكية ، وأُجبر حينها سكان أمريكا بتوفير الإيواء للجنود البريطانيين وكان رفض هنري صريحا لهذا الطلب وكان ينادي بالاستقلال ... ويركز على حريته أو الموت ...
الحرية هل لها قيمة اليوم ؟ هل تشعر أنك حر في تفكيرك ؟ حر في التعبير عن رأيك وعن مواقفك دون خوف ؟
هل أصبحنا في عصر يساوم البشر فيه على حريتهم ؟ بمعنى سوف نقدم لك الأكل والشرب والمسكن مقابل انك لا ترى لا تسمع لا تتكلم ؟
ما فائدة الحياة إذا كنت مسلوب الحرية ، إذا كنت مسلوب الرأي ، إذا كنت
أعيش عيش البهائم فقط أملأ البطن وأنام وأنجب الأبناء ....
حين قال عمر بن الخطاب : ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا) هل كان يتوقع من المسلمين يومها أن تظل عبارته هذه راسخة في أذهانهم مدى الحياة ، راسخة في ذهن الحاكم والمحكوم ...
الإسلام ضمن للفرد حريته في معتقده أولا وفي قراراته ثانيا وأكبر دليل حين يكون الآدمي مسيرا في أمور ومخيرا في بعضها ، حتى يترك الله له فرصة الحرية في اتخاذ القرارات واستخدام عقله البشري في التفكير والمنطق ...
إذا كان الله ضمن للفرد حريته ، وإذا كان الدين ضمن للفرد حريته ، فيكف يأتي علينا زمانا نصوم عن الكلام طويلا ، نعيش شبه أحياء في زمن الفناء الفكري لا رأي ولا حرية تفكير ، وأصبحنا لا نعرف من عبادة تغير المنكر إلا بالقلب الذي هو أضعف الإيمان....
هل يا ترى هناك تصادم بين الحرية في الرأي وقول الحق ؟
هل الحرية تعني الفوضى الفكرية وعدم احترام القانون ؟
هل هناك تصادم بين الحرية والقانون ؟
متى تتحرر العقول من سجنها المظلم ؟ متى تتحرر القلوب من قسوتها ؟
أعتقد أن الحرية لا تقدر بثمن هذه الأيام ، ومن يطالب بها عليه أن يدرك أن
الثمن غاليا , ربما أقسى شعور للظلم ، وتسميم الحرية هي تقيد الكلمة الصادقة
، وتكسير الأقلام الفتية المخلصة ، أن أكبر قيدا يسلسل الذات الإنسانية هو الكبت والحرمان ، والسجن الأبدي في بوتقة الغياب والبعد عن الساحات الرحبة ، والفضاء الذي يعج بصخب الكلمات الناضجة ، والأفكار الولودة نحو التغيير ...هل فهمتم معي الآن عبارة باتريك وأهمية الحرية من أجل البقاء حين قاس الحرية بالموت و قال :
" أعطوني حريتي أو اقتلوني ...."