الأحد، 31 أكتوبر 2010

أعطوني حريتي أو اقتلوني ....




عبارة قالها الأمريكي ( باتريك هنري ) في زمن سيطرة بريطانيا على المستعمرات الأمريكية ، وأُجبر حينها سكان أمريكا بتوفير الإيواء للجنود البريطانيين وكان رفض هنري صريحا لهذا الطلب وكان ينادي بالاستقلال ... ويركز على حريته أو الموت ...
الحرية هل لها قيمة اليوم ؟ هل تشعر أنك حر في تفكيرك ؟ حر في التعبير عن رأيك  وعن مواقفك دون خوف ؟
هل أصبحنا في عصر يساوم البشر فيه على حريتهم ؟ بمعنى سوف نقدم لك الأكل والشرب والمسكن مقابل انك لا ترى لا تسمع لا تتكلم ؟
ما فائدة الحياة إذا كنت مسلوب الحرية ، إذا كنت مسلوب الرأي  ، إذا كنت
أعيش عيش البهائم فقط أملأ البطن وأنام وأنجب الأبناء ....
حين قال عمر بن الخطاب : ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا) هل كان يتوقع من المسلمين يومها أن تظل عبارته هذه راسخة في أذهانهم مدى الحياة ، راسخة في ذهن الحاكم والمحكوم ...
الإسلام ضمن للفرد حريته في معتقده أولا وفي قراراته ثانيا وأكبر دليل حين يكون الآدمي مسيرا في أمور ومخيرا في بعضها ، حتى يترك الله له فرصة الحرية في اتخاذ القرارات واستخدام عقله البشري في التفكير والمنطق ...
إذا كان الله ضمن للفرد حريته ، وإذا كان الدين ضمن للفرد حريته ، فيكف يأتي علينا زمانا نصوم عن الكلام طويلا ، نعيش شبه أحياء في زمن الفناء الفكري  لا رأي ولا حرية تفكير ، وأصبحنا لا نعرف من عبادة تغير المنكر إلا بالقلب الذي هو أضعف الإيمان....
هل يا ترى هناك تصادم بين الحرية في الرأي وقول الحق ؟
هل الحرية تعني الفوضى الفكرية وعدم احترام القانون ؟
هل هناك تصادم بين الحرية والقانون ؟
متى تتحرر العقول من سجنها المظلم ؟ متى تتحرر القلوب من قسوتها ؟
أعتقد أن الحرية لا تقدر بثمن هذه الأيام ، ومن يطالب بها عليه أن يدرك أن 
الثمن غاليا , ربما أقسى شعور للظلم ، وتسميم الحرية هي تقيد الكلمة الصادقة
، وتكسير الأقلام الفتية المخلصة ، أن أكبر قيدا يسلسل الذات الإنسانية هو الكبت والحرمان ، والسجن الأبدي في بوتقة الغياب والبعد عن الساحات الرحبة ، والفضاء الذي يعج بصخب الكلمات الناضجة ، والأفكار الولودة نحو التغيير ...هل فهمتم معي الآن عبارة باتريك وأهمية الحرية من أجل البقاء حين قاس الحرية بالموت و قال :

 " أعطوني حريتي أو اقتلوني ...."
  

هناك 6 تعليقات:

  1. الحرية هل باتت حلما يداعبنا

    ردحذف
  2. السلام عليكم ورحمة الله أستاذة
    أعجبت بالموضوع كثيرا
    الحرية باتت شيء يخاض فيه بدون عقل
    الحرية هي ثوب الأمل
    اليوم الحرية مربوطة بسلاسل من حديد
    نسأل الله السلامة

    ردحذف
  3. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    الحرية تبقى حرية النفس
    فمن ملك الحرية فهو بذلك قد إجتاز المعالي
    ولكن هيهات هيهات في زمنٍ كثر فيه الفساد

    ردحذف
  4. الاستاذ بهلاني أزكي

    حياك الله هنا في ربوع مدونتي

    شكرا لك سيدي لوجودك الكريم

    وبارك الله فيك

    نعم قد نملك المال والعلم والتطور

    ولكن

    كل هذه الأشياء لا تعادل شيئا أمام أنفاس حرة

    بوركت سيدي

    ردحذف
  5. مبدع شكرا لك

    جميل أرى أهل المجرة هنا

    جميا جدا والعقبى للبقية

    الحرية لا تتصادم مع احترام القانون أبدا

    لأنها ببساطة هي جزء من القانون

    ردحذف
  6. أن أسجن جسداً أهون بكثير
    من أسجن فكراً ..
    بدون حرية ف التفكير أستشعر إني ميته!!
    وفعلاً أعطوني حريتي في تفكيري تعبيري عن رأي
    او أقتلوني فالموت أرحم من موت الفكر وهو وليد!

    وكن حراً كالقلم

    ردحذف