لمحتك كالفجر نقيا ...



لمحتك كالفجر نقيا
تنحني سجودا على ضوء الراحلين 
تهتز في داخلي صورة رحيلك الرمادي
ومرورك عبر مسامات الأحلام منتشيا
تمارس هوايتك المجنونة
تجمع النجوم على أنغام مواويلكَ الذائبة في الليل  
***
لم أكن أع بعد معاناة الفقد
وكيف تحيل القلب مأتما
تخرس دقاته المضطربة
ويتألم بصمت الفجيع
كي لا تشب نيران البعد كل الجسد
***
لم أكن أتخيل أني سوف أبحث عن ملجئ  آخر لأمنيتي
التي مازالتْ في قماطها ترشف من الحياة
واقعا جميلا
كنت أرى فيكَ مدينة لا تضم إلا الأبطال    
تطلق سراح الأحلام المسجونة في العتمة
تفك قيد معصمها القاسي
***
ورغم هذا قد تبدو وحيدا كالأنا
تعانق الأفق بعينين ذائبتين
وترسم للوجود ملامح أخرى  
ألفتُ الصبح لأنه يحمل شيء منك
فأنت بين الأرواح غريبا
وكل الكلمات تهرول خلفك حين لمستْ منك رحيلا
***
أي بحر هذا الذي منحكَ سره ؟
وباتت أمواجه تهتف باسمك
وأي الغابات هذه التي صفقت لك أشجارها؟
وكأنك أميرا لعشائر الربيع
قد ترى نثري مسكينا في زمرة المساكين
لا يستوعب ضخامة وجودك فيه  
فأمامك يا أنت ... تحتضر القوافي المالحة
وتزهر الحروف الذابلة
***
نغادر معا لحظة الفجر
حين تتوضأ الحياة
وتنهض الشمس
كي تهدي قبلتها الصباحية للبحر
***
عذرا لك ...
لم يبقى إلا انكسار خواطري
لم تبقى إلا تراتيل حزينة
أتلوها على قبرك الرخامي
رحلتَ وحيدا مشيعا على أكتاف
المسافرين
وتركتَ أحزانا عجافا تنهشني
***
كلما لمحتُ طيفك
كالفجر نقيا
 منحنيا لسجودك الأخير
تعذبني الذكرى
وتنوح لفقدك كل رسائلي
وأوراق قصتي المكتوبة
بنهاية موتك...
***
ربما شاخ الحزن في داخلي
وأنا مازلتُ طفلة
 لا أعي حكاية القدر بعد 

هناك تعليقان (2):

  1. هكذا هم
    يسقطون على أرواحنا فيشبعونها فرحا ويملؤنها جمالا
    ثم في برهة زمنية يغادرون
    تاركين مكانا شاغرا في قلوبنا
    لا يشغله غيرهم سوى ذكرياتهم وبعض الفرح والكثير من الألم والحزن

    فقراء نحن إلى الحنين يا مطر الربيع

    ردحذف
  2. فقراء نحن إلى الحنين فعلا

    لقلمكم تعابير تفوق الجمال

    يشرفني جدا هذا العبور الجميل هنا

    بوركتم

    ردحذف