الاثنين، 13 أغسطس 2012

لم تكتمل بعد




بين خلايا النور خبأتُ ملامحي
وعناوين مذكراتي القديمة
هناك تهرول كل مشاعري كي تصل إليك
رغم  برودة الوقت التي تلف أطرافي
رغم سذاجة الأيام
وحماقة الشهور التي تقيدني بأسابيعها الملوثة
كي أظل في مكاني سجينة
اهش أحلامي الضائعة بعصا جنوني
لم اشعر أنك سحابة صيف عبرت على نثري يوما
وامطرت عليه مطر الوداع الحامض
تبلل ذكرياتي
وتتلف الأمل الذي أرضعته صبرا
ماتت خيالاتي في بركة وهم صفراء
وعانق الحزن كبريائي الذي سقط مغشيا عليه
آه يا إغماءة الوجع
أين اضم ابتسامتي الباقية ؟!
أين أخبىء فتات مشاعري ؟!
كي اشعر بالروح التي تعتلي جسدي من جديد 
ما زلت أقرا في عينيك حب الأمس
وغرام تلك اللحظات
ما زلت ألمحك بين سطوري منتشيا
تعانق حرفي المسجى
وتشارك الحياة وضوء السحر
كأن ميلادك على يدي يبتسم
آه يا أسطورة الألم
متى تستنشق أوراقي عطرك ؟!
مزقتُ خريطة الكون كي تضيع في داخلي
وتأخذك الدروب إلى أعماقي
فأكون اتجاهاتك الأربعة
ومساراتك المتعرجة  لا تستقيم إلا على كلماتي

لم تكتمل بيننا الحكايات
فأنت مجرد سفر
أو ضباب لا أقوى على لمسه
هناك على مد الأفق
أقبع أنا
 كفقاعة صابون خائفة من الهواء
لم تكتمل سطوري
كي أجد مكانا لنقطة النهاية
ولم تكتمل حكاية قلبي
كي أتفنن في رصد نهايته
لم أعشق الموج كي أرمي فيه ضعفي
أو
أجرد أحلامي منك
لم تكتمل كلماتنا المتقاطعة في الهوى
فكلانا وصل إلى طريق مسدود
عذرا لك ... لم تكتمل بعد




الأحد، 5 أغسطس 2012

تغاريد وطن



حين كنتُ صغيرة كنتُ اعشق الوطن ...
كنتُ أنشدو في براءة الأطفال كلماته المبتلة بلحن الوفاء
كان صوتا يتردد في داخلي " أنا أملكُ وطن "
أملكُ انتماء
أملكُ تاريخا لجذوري
كان شعوري يومها يتصارع مع الحروف التي غمست بجغرافيته الجذابة ...
بألوان رايته التي تعانق زرقة السماء ...
كبرنا يا وطن ....
ونمت أحلامنا على ضفافك ..
مازالت أبجديتك النقية تزرع فينا شعرا...
وكل أقلام الوجود تنبري لأجل روحك المقدسة ...
كبرنا يا وطن ...
وأشعارك تستهويني
كأنها تغازل مجدك
وتراقص عزك
كبرنا يا وطن ..
وقرأنا أشعار درويش
وعلى شاشة فضية رأينا هجرة و تغريبة عن ذاك الوطن المسمى فلسطين ...
فحامت الأفكار وتناسلت الأحزان
ودار حول أسوارها مليون سؤال
أيعقل أن أعيش بلا وطن ؟
أيعقل أن تموت هويتي ؟
وبجنون المغترب أهيم في الفضاء
ألملم جذوري ..
وأستر الأرواح التي تعرت بظلال الأمل ؟؟؟!!!
كابوسا أغرق الجسد بالضياع ...
وطال ليل الاغتراب
كبرنا يا وطن
وقرأنا حتى وصلنا عند قوافي أبو ماضي
يترنم في غربته : "وطني النجوم أنا هنا .. حدق أتذكر من أنا "
أي مهجر لعين هذا يفصلني عن كلي ...؟؟؟
وأي شوق مرير  يكبلني وأصارع المسافات في أعماقي؟؟؟
كي يلامس أنفاسك يا وطن ...
أحقا نسيتني ؟؟؟
أحقا تخليت عن اسمي ؟؟؟
عن حلمي ؟؟
عن أمسي ؟؟
وحاضري؟؟
وفجري؟؟؟
آه يا وطن
عانيتُ  بعدكَ
وتحملتُ كل السموات التي كنت غائبا فيها
فدون أرضك ترفض قدماي أراض أخرى
آه يا وطن
دونك... لا طعم للمطر
لاطعم لزرقة البحر
ضمني إليكَ
افتح ذراعيك لي
اعصرالحنين الذي يتملكني
ويذيب جوارحي
آه يا وطن
كم أحبك
 فأنا دونك
جسد تمزق
وقلب كاد يختنق
رجعتُ إليكَ
أقبلُ أرضك وسماءك
أهديك عشقي المعتق
وبلون السحر ....
اخط كلماتي إليك َ
(أحبك يا وطن )