الأحد، 5 أغسطس 2012

تغاريد وطن



حين كنتُ صغيرة كنتُ اعشق الوطن ...
كنتُ أنشدو في براءة الأطفال كلماته المبتلة بلحن الوفاء
كان صوتا يتردد في داخلي " أنا أملكُ وطن "
أملكُ انتماء
أملكُ تاريخا لجذوري
كان شعوري يومها يتصارع مع الحروف التي غمست بجغرافيته الجذابة ...
بألوان رايته التي تعانق زرقة السماء ...
كبرنا يا وطن ....
ونمت أحلامنا على ضفافك ..
مازالت أبجديتك النقية تزرع فينا شعرا...
وكل أقلام الوجود تنبري لأجل روحك المقدسة ...
كبرنا يا وطن ...
وأشعارك تستهويني
كأنها تغازل مجدك
وتراقص عزك
كبرنا يا وطن ..
وقرأنا أشعار درويش
وعلى شاشة فضية رأينا هجرة و تغريبة عن ذاك الوطن المسمى فلسطين ...
فحامت الأفكار وتناسلت الأحزان
ودار حول أسوارها مليون سؤال
أيعقل أن أعيش بلا وطن ؟
أيعقل أن تموت هويتي ؟
وبجنون المغترب أهيم في الفضاء
ألملم جذوري ..
وأستر الأرواح التي تعرت بظلال الأمل ؟؟؟!!!
كابوسا أغرق الجسد بالضياع ...
وطال ليل الاغتراب
كبرنا يا وطن
وقرأنا حتى وصلنا عند قوافي أبو ماضي
يترنم في غربته : "وطني النجوم أنا هنا .. حدق أتذكر من أنا "
أي مهجر لعين هذا يفصلني عن كلي ...؟؟؟
وأي شوق مرير  يكبلني وأصارع المسافات في أعماقي؟؟؟
كي يلامس أنفاسك يا وطن ...
أحقا نسيتني ؟؟؟
أحقا تخليت عن اسمي ؟؟؟
عن حلمي ؟؟
عن أمسي ؟؟
وحاضري؟؟
وفجري؟؟؟
آه يا وطن
عانيتُ  بعدكَ
وتحملتُ كل السموات التي كنت غائبا فيها
فدون أرضك ترفض قدماي أراض أخرى
آه يا وطن
دونك... لا طعم للمطر
لاطعم لزرقة البحر
ضمني إليكَ
افتح ذراعيك لي
اعصرالحنين الذي يتملكني
ويذيب جوارحي
آه يا وطن
كم أحبك
 فأنا دونك
جسد تمزق
وقلب كاد يختنق
رجعتُ إليكَ
أقبلُ أرضك وسماءك
أهديك عشقي المعتق
وبلون السحر ....
اخط كلماتي إليك َ
(أحبك يا وطن )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق