نص بترت أطرافه



بين حطام الليالي المحروقة بالظلمة ، أفتش عن حلم ضاع في التيه ولم يعد
فأظل رهينة لليأس دهرا .. ألعوبة في أيدي الحياة ..
تنسجني مشاعر من سراب ... وتشعل في داخلي قلق الأماني...
كي تبقى مشوهة ..
كأن الحلم احترق .. وتبخرت أسراره في الرماد....
تبعثرني أصابع الأسى...تحيلني أنثى غارقة في وهمها ،
حتى ثملتْ أفكارها بالجنون ....
أداري ملامح انكساري ... وتجاعيد هزائمي ...
فمازالت أعاصير الضياع تلفني..كأني ولدتُ ساعة اضطراب ...
كل حرف أكتبه ينحتُ في روحي بقايا قصة لم تكتمل ..
وأبجدية الحب تلاشت في غابة النص المولود تحت ظلال النسيان القاتمة ...
تعاتبني الصفحات حين فترشتُ بياضها لدموعي ،،
وبعثرتُ استقامة سطورها بتضاريس أحزاني ...
ربما مازالت آثار حبره الأزرق تُحي أشجان حروفي من غيبوبتها...
تدمي قلبي على أسوار كبرياءه...
حين مثل بجراحي واجتث بعنفوانه شراييني ..
كي أبقى أكليلا يابسا على قبره ...
وعند المساء يشكلني لوحة زيتية تتأملني نظراته ...
وعلى امتداد خريطة ألمه يعاتبني ...
ليرسم لي قائمة من المفردات المتضادة ...
ويكبلني بأصفاد قسوته ..
 يريدني مغارة حنان يحتمي بها كي لا يسرقه الفجر بنوره ...
لم يعد النهار يعني له سوى الشقاء ..
ولا ذاك القمر المتدلي على أطراف الليل بات يحس بروعته ...
شريدٌ حيث اللامكان .. كأنه رشفَ من خمر الأسى ...
فباتَ يترنحُ في التيه دون ملاذ ...
قراصنة الهوى عبثوا بأدراجه ... مزقوا كل أحاسيسه الجميلة ...
هو وحيدا كالقدر ... يعيش بين أحضان غربته ...
 يصطنع جنونا ...
ويظن أنه يستهلك الكثير من السعادة ...
مرساه مهجورا ... وفاض زبد أحلامه عليه ...
أصبحتْ مدائنه يبابا تعوي فيها أحزان السنين ...
 تركله المساءاتُ حين تلمح مفازاته الغاضبة...
كم قاسى عجاف الحنين...يسرحَ نحو الفناء ..
يهمسُ بالحب سرا كي لا يفضحه المساء...
كم وأد من أحلام ٍ..
كم ولدتْ له الأيام أمنيات خدج ...
متى يفيق من هذيانه ؟
متى يهدهدَ الصراخ في داخله..؟
كي يسكن الصمت أعماقه الهائجة..
ويهدأ زئير الثورات
وتنتهي حروبه العبثية.
يفتشُ عن سفر بعيد ويفترشُ من الدروب مأوى له ..
ويبحث عن محيط يبكي على شواطئه...
فقاسمني آهاته .. ونقل لي عدوى الألم
وجعلني محطة بائسة يحط رحاله الحزينة عليها ..
يعذبني بعزفه الحزين .. كروح يتيمة ممزقة ...
فمضى مع الموت ...  واستسلمَ لنهايته ...
تاركا لي نص من الألم قد بترت أطرافه .

هناك 5 تعليقات:

  1. كأنني الغيم23 يناير 2012 في 3:05 م

    الألم رواية لا تنتهي أبدا
    بل تتجدد فصولها في كل يوم
    بين فصل يزيد من جراحه
    وآخر يخفف من أوجاعه

    بيد أن هذه النصوص المبتورة
    تجعلنا في حيرة من الأمر
    متى سنضع نقطة النهاية
    وفي أي سطر ؟؟!!

    ردحذف
  2. ربما أو لا أدري فعلا

    هل هذا النص هو المبتور أم هي حياتنا المبتورة ....

    للحظة ما نشعر كم هي كثيرة تلك المقصوصات

    التي بترناها من حياتنا

    فاشتهينا في ساعة صفاء لو أن الوقت يمهلنا بعض الزمن

    كي نشعر بالنشوة

    ولكن خدعة الزمن مازالت تمارس لعبتها عليها

    وهي أن نسترجع كل ما بترناه

    لنقعد على كرسي الأيام

    نعاتب ونتحسف على ما مضى من أمنيات وأحلام

    فكم هو الألم قاسي حين نعيد في الذاكرة ما بترناه

    سيدي لكم كل الأحترام على هذا المرور الكبير في مدونتي

    بوركتم

    ردحذف
  3. كأنني الغيم24 يناير 2012 في 5:13 م

    الحياة ليست مبتورة تماما
    قد تكون في عمومها كذلك
    ولكن بالنسبة للأشخاص فهي مكتملة الفصول
    فلا أحد يغادر عالمه إلا بعد أن يستكمل كل شيء كتب له وعليه
    النظر إلى الخلف حسرة وندامة في معظمه
    ولكن من يلتفت ليستقي العبر والدروس فهو بداية سلمه للصعود
    لماذا نتحسف على أمنيات ما كتبت لنا
    وعلى أحلام ما شرعت لتكون لنا واقعا !!
    نحن نجد فقط ما أريد لنا أن يكون
    ربما في انصرافها خير عظيم قد لا ندركه على الأمد القريب
    أو ربما لا ندركه بتاتا
    ولكنه خير

    سيدتي ...
    ما أنا سوى غيمة صيف
    مرت من هنا
    لتستقي من مزنك
    بدورة عكسية

    تحيتي لك

    ردحذف
  4. سطورك تنم عن روح متفائلة

    لا تحطم أشرعتها عواصف الأيام مهما كانت قاسية

    إذا لنكن متفائلين بالقادم مهما كانت اللحظات ثقيلة على النفس

    مهما كانت الأزمات النفسية قاهرة

    لنعش طعم الحياة بكل فصولها الملونة

    لنعش لذة الكلمات الجميلة

    حتى وإن ظهرت بعد إجهاض مرير من رحم القلم

    لا عدمتك سيدي كاتبا يتجول حرفك هنا

    ردحذف
  5. غيمة صيف جميلة

    تمر بين زوايا نصوصي

    بوركتم

    ردحذف