كي أنسى
كي ارحل
كي ابتعد
تضيعني المسافات كلما اقتربت
وتضيعني أكثر كلما ابتعدت
يكبلني عزف القلوب الراحلة
وترتجف أوتار الناي خوفا
لست أدري كم أحتاج من الوقت
كي تكبر أحلامي
كي تمنحني ضياء الفجر
كلما صادفت البحر في طريقي
التهمتني أمواجه البيضاء
وأهدتني زبدا فضيا
يقضي على رغبات جنوني في الغرق
غيم حزين يطل علي كل عام
ومازلتُ أنا بضفيرتي لم أكبر
لم أرحل حيث تنتهي صلاحية الأسماء
لست أدري متى تنتهي شعوذة القلم
كي يخرس
كي يطوي جرائمه بصمت
كي ينسى إحساس النصر
لماذا يطوي البعاد من نحبهم
كي نبقى عند المحطة بؤساء حتى الغروب
وساعة القلب تهذي بثواني محمومة ودقائق ميتة
لست أدري هل يسمعني
أم أن صوتي انتحر لبعد المسافات
لست أدري حقا هل ولدتُ ساعة الغروب
كي أذوب في حمرته
وأتلذذ بموت الشمس
لست أدري ما إذا كانت صرخة الوجع قد تحررت أخيرا
من سجن الألم وسجان الخوف
أكون في لحظة ما
اسما مجرورا بالأسى
وفعلا مبنيا على جمر النهاية
لست أدري أي أعرابا هذا
سوف يحوي كلماتي الصامتة بلا حراك
لست أدري ولكن
سوف أتسول على قارعة السطور
حروف العابرين هنا
والمسافرين هناك
أنصت لرنين الكلمات
وعند محطتي المشئومة
سوف انتظر شعور الرحيل
وبقايا حرف زائد
في لغتي
يسمى الحنين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق