الثلاثاء، 1 يونيو 2010

كن حيث أكون وكفى

هم هكذا حين يدخلون مدائن القلوب العاشقة ...
ساعة البقاء !!!
شاهدة على جريمتهم ...
شاهدة على خيانة وجودهم ...
هم هكذا حين يمرون على جسور النهاية
يقطفون رمش العين دون مبالاة ...
يلوحون بأيديهم الملوثة بشاعرية الحب المزيفة ...
يدوسون الأحلام البريئة بأقدامهم القاسية بامتعاض ....

قد تمنحهم ... أنفاسك
عبير ...أزهارك
إشراقه ... صباحك
أنس .... وقتك
مشاعر ....وجدانك
كل شيء ... دون ثمن
كل حرف ... دون عتب
قد تظهر عاريا أمام مرآتك من كل الأشياء
دموعك ... ترحل إليهم
تفكيرك الجميل ... يمضي معهم
دقات قلبك ... تنتعش لذكرهم

ولكن
كل معانيك ... ذابت
وكل سطورك ... ماتت
وسراب الضياع ... ضيعك
فغدوت متسكعا ...دون قلب
دون مأوى ... يلم شتات عمرك
فتات حبك ...
شظايا صمتك ...
رحلتَ .. دون سفر
وودعتَ الأماكن ... بأغنية الهجر
وتركتَ الشجر... دون فيّ

هكذا هم ...
دون وداع مضوا
وتركوك معلقا
لا تنتمي للأحياء ...فتبتهج
ولا تنتمي للأموات ... فتنتهي سيرتك
أنت لا شيء
حفنة رماد
كومة عذاب
كيس ألم
ركام إنسان
لا تملك من الحياة سوى
مساحات ضيقة
تمتمات إغريقية
إيحاءات جنونية
خربشات كلامية

أنت لا شيء
حين تغدو بلا ملامح
تبدو .....
كريح عاتية
كفردوس مفقود
كقلب مذبوح
كقبر مجروح
كبيت شعر مكسور
كخد مصفوع

وتصرخ لتقول :
كفى ... كفى .. كفى
فأنا مازلتُ موجود
حيث أكون
وقلبي يصارع الهموم
لا تجعلني في الحياة مسجون
تركتُ من حرف النون
وعاءا لبوح مخنوق
ومازلت نحوك أمضي
وأعاتب سفري المجنون

لا تمضي حيث لا أكون
فقلبكَ ملوثا برائحة الهروب
وعفن الرحيل يلوث الأجواء
كن حيث أكون .. وكفى
فأنا مازلتُ..... أقاسي لوعة المحزون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق