الأربعاء، 9 يونيو 2010

متى ترحل تموز

تبعثرني رياح تموز
تهيل على جثماني
غبار لياليها الغامضة
متى ترحل تموز
وتذوب قصص الوداع معه؟؟
متى تبرأ جراح أمنياتِ؟
وأنشدُ بين يديه هدوء أيار المسافر
وأحنو لأحلامي المعلقة في ليله المتشح بالنجوم

هي شبيهتك الخرساء
سكنتْ في داخلي
لتبيع الأوهام لي
وترسم بريشتها الباهتة ملامح الأيام القاسية
تدوس في عتمة الحبر أحرفي
وتركل بقايا سعادتي
أنا المنسية هناك
هناك حيث المنافي البعيدة
وزئير الأحزان يشق الأجواء

لغة أخرى تتملكني في حضرتها
بحروفها المجنونة
بشقاوة معانيها
وعبثية سطورها
فأتنفس الغياب معها
وأختفي في ظلام طقوسها
حين تموت شموع ابتساماتي
هي مسكونة في داخلي الغريق
بواويتها البغيضة

فمتى ترحل كتموز على أشرعة اللاعودة
وألقي على شواطئ رحيلها
دموعي المراقة
وصرخاتي المنكسرة
أخبرني يا تموز متى ترحل؟
كي ترحل شمطاء وجعي معك

ويتحرر عالمي من بكائياتها التي لا تنتهي
من شهقة أوجاعها
وأنانية حسها القاسي
شهيدة كل أشيائي أمام غطرسة كيانها
وقمري يبدو كلجين يسيل على جدار ليلي الخجول

لن تنال مني أحزانك يا تموز؟
سأمضي على هودج أفراحي
في صحراءك الضبابية
أزف شوق أيار
وأشم عبق رحيلك الجميل
هناك حيث أترنم بحروفي
وداعا أيا تموز الغريب


بقلم / آهات قلم

الثلاثاء، 1 يونيو 2010

حرف يسمى الحنين

لست أدري كم أحتاج من الوقت

كي أنسى

كي ارحل

كي ابتعد


تضيعني المسافات كلما اقتربت

وتضيعني أكثر كلما ابتعدت

يكبلني عزف القلوب الراحلة

وترتجف أوتار الناي خوفا


لست أدري كم أحتاج من الوقت

كي تكبر أحلامي

كي تمنحني ضياء الفجر

كلما صادفت البحر في طريقي

التهمتني أمواجه البيضاء

وأهدتني زبدا فضيا

يقضي على رغبات جنوني في الغرق



غيم حزين يطل علي كل عام

ومازلتُ أنا بضفيرتي لم أكبر

لم أرحل حيث تنتهي صلاحية الأسماء


لست أدري متى تنتهي شعوذة القلم

كي يخرس

كي يطوي جرائمه بصمت

كي ينسى إحساس النصر


لماذا يطوي البعاد من نحبهم

كي نبقى عند المحطة بؤساء حتى الغروب

وساعة القلب تهذي بثواني محمومة ودقائق ميتة

لست أدري هل يسمعني

أم أن صوتي انتحر لبعد المسافات


لست أدري حقا هل ولدتُ ساعة الغروب

كي أذوب في حمرته

وأتلذذ بموت الشمس


لست أدري ما إذا كانت صرخة الوجع قد تحررت أخيرا

من سجن الألم وسجان الخوف


أكون في لحظة ما

اسما مجرورا بالأسى

وفعلا مبنيا على جمر النهاية

لست أدري أي أعرابا هذا

سوف يحوي كلماتي الصامتة بلا حراك


لست أدري ولكن

سوف أتسول على قارعة السطور

حروف العابرين هنا

والمسافرين هناك

أنصت لرنين الكلمات

وعند محطتي المشئومة

سوف انتظر شعور الرحيل

وبقايا حرف زائد

في لغتي

يسمى الحنين




كن حيث أكون وكفى

هم هكذا حين يدخلون مدائن القلوب العاشقة ...
ساعة البقاء !!!
شاهدة على جريمتهم ...
شاهدة على خيانة وجودهم ...
هم هكذا حين يمرون على جسور النهاية
يقطفون رمش العين دون مبالاة ...
يلوحون بأيديهم الملوثة بشاعرية الحب المزيفة ...
يدوسون الأحلام البريئة بأقدامهم القاسية بامتعاض ....

قد تمنحهم ... أنفاسك
عبير ...أزهارك
إشراقه ... صباحك
أنس .... وقتك
مشاعر ....وجدانك
كل شيء ... دون ثمن
كل حرف ... دون عتب
قد تظهر عاريا أمام مرآتك من كل الأشياء
دموعك ... ترحل إليهم
تفكيرك الجميل ... يمضي معهم
دقات قلبك ... تنتعش لذكرهم

ولكن
كل معانيك ... ذابت
وكل سطورك ... ماتت
وسراب الضياع ... ضيعك
فغدوت متسكعا ...دون قلب
دون مأوى ... يلم شتات عمرك
فتات حبك ...
شظايا صمتك ...
رحلتَ .. دون سفر
وودعتَ الأماكن ... بأغنية الهجر
وتركتَ الشجر... دون فيّ

هكذا هم ...
دون وداع مضوا
وتركوك معلقا
لا تنتمي للأحياء ...فتبتهج
ولا تنتمي للأموات ... فتنتهي سيرتك
أنت لا شيء
حفنة رماد
كومة عذاب
كيس ألم
ركام إنسان
لا تملك من الحياة سوى
مساحات ضيقة
تمتمات إغريقية
إيحاءات جنونية
خربشات كلامية

أنت لا شيء
حين تغدو بلا ملامح
تبدو .....
كريح عاتية
كفردوس مفقود
كقلب مذبوح
كقبر مجروح
كبيت شعر مكسور
كخد مصفوع

وتصرخ لتقول :
كفى ... كفى .. كفى
فأنا مازلتُ موجود
حيث أكون
وقلبي يصارع الهموم
لا تجعلني في الحياة مسجون
تركتُ من حرف النون
وعاءا لبوح مخنوق
ومازلت نحوك أمضي
وأعاتب سفري المجنون

لا تمضي حيث لا أكون
فقلبكَ ملوثا برائحة الهروب
وعفن الرحيل يلوث الأجواء
كن حيث أكون .. وكفى
فأنا مازلتُ..... أقاسي لوعة المحزون