إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ...
اليوم تتلعثم الكلمات في الألسنة.. وتتلعثم في السطور ...
اليوم ينتصر الحق ... وتغرد الحرية ... وترتدي مصر أثواب العدالة والديمقراطية ...
ربما ميدان التحرير لم يكن على الأرض فحسب .. بل كان في قلب كل عربي غيور على أمته
اليوم بأي صباح أصبحت أيها النيل؟! ...أراهن أنك أصبحت تتنفس أنفاس شعبك السعيد ... مصر التي أدمنت الثورات .. وعلمتنا فنون الصبر والتحمل من أجل البقاء ....
مصر اليوم لم تعد تلك الغائبة عن المشهد السياسي أو تلك التي أخذلتنا في مواقف كان حري بها أن تقف معنا صفا واحد .. وليست مجزرة غزة عام 2009 ببعيدة عنا .. وليس حصار غزة بغائب عن قلوبنا ...
مصر اليوم اغتسلت من نجاسة الطغاه .. وتوضأت من ماء نيلها الطاهر ...
قد نصمت طويلا عن الظلم ... قد تشغلنا الحياة عن حقوقنا ... قد نتناسى همومنا ..
ولكن تظل الحرية والعدالة أحلاما لا تبارح مناماتنا ...ولا تغادر قلوبنا ...
يا شباب مصر اسمحوا لي أن أرفع لكم أكف التحية ... وأن أرفع القبعات إجلالا واحتراما وتقديرا لكم .. أن شباب مصر ومن قبله شباب تونس قد أنهوا مهزلة الظلم والديكتاتورية العمياء في الأوطان..
هل كان يتوقع الشاب التونسي محمد بوالعزيزي ،، أن تلك الفتيلة التي أشعلها سوف تصل
شرارتها إلى حرق عرش زين العابدين بن علي وعرش حسني مبارك في مصر ؟! ...
هل كان يتوقع أن يكون من جسده فداء لكل الشعوب العربية من أجل أن تنعم بالحرية والعدالة ؟!
رحم الله الشهيد بوالعزيزي ... ورحم كل شهداء الحرية في تونس ومصر ...
لهذا أعتقد أن تلتفت القادة اليوم إلى شعوبها ... فالشعب هو الباقي ... وليس نظاما أو قائدا أو رئيسا...
أتمنى لكل الأوطان العربية أن تنعم بالحرية والعدالة ..
أن يفهم الجميع أن الظلم أصبح معاقا .. وأن الشرأصبح كسيرا ... فلا شيء يقف أمام إرادة
الله والشعوب المؤمنة بحريتها وعدالتها ... فعلى كل قائد أن يؤمن من الآن بشعبه ولا يستهين
بغضبه فلصبر حدود...