السبت، 31 ديسمبر 2011

فضاءات منسية



اللحظة التي يولد فيها  الشعور
على يد الإلهام السماوي ...
ويعلن صرخته الأولى كي ينطلق ...
ويمتد نحو آفاق العالم !!
ليشم الأشياء بطريقته..
ويعبث بالكون كالدمى بين يديه !!
يكسر الموج ، يحطم الصخر ،
وينفخ رمال الصحراء الرقيقة  كي يبعثرها ...
هي ذاتها
 لحظة هروبه من الأنا !!!
هي ذاتها
موته السريري
حين أصيب بـ لوثة حمقاء
دون أن يدري
أفقدته تاريخه المزخرف على ألواح الماضي
فبات يتجرع ألم خضوعه..
ووجع يأسه...
ناقما على كل ما يحيط به
على تلك الأرواح التي أجرمت في حق ولادته !!
وأقامت ليلة ميلاده مأتما
لم تعد فضاءاته إلا سماوات غياب
تعربد فيها ذكريات تشبه اليباب
وكل الزوايا شاحبة
كخسوف القمر ...
كمدائن مهجورة تسكنها أشباح الليل ...
يملأها نعيق الخائفين من الموت ...
فضاءات منسية على الطرقات !!!
ساحتْ دماء الفجر فيها
واستحلت حرمة الصباح ...
وأصبحتْ خواء تعوي فيها الساحرات
نحلتْ أزهارك الحمراء ...
وعانقتْ دروب الموت
حشوت العمر ألغاما ..
تنفجر في وجوه المسافرين ...
لم يكن ميلاد الشعور الذي حرّك في داخلي معاني الانجذاب نحوك
إلا وهما
إلا ألما ...
يصارع القدر
كي لا يبقى ....
يجامل الحياة
كي ينسى...
كنت أظن فيك علامات تنبىءُ
بمولد قلب جديد
بمشاعر تحمل بذور الطهر
تحلق بأجنحة الوفاء دون توقف
فخابت الأمنيات ..
وهجعت كل التوقعات !!!
فنسيج الحلم الوردي أوشك أن يتمزق
كي نعيش الواقع بكل سمومه
ولم يتبقى من كل هذه النهايات
إلا بقايا أمل مبتور
وفرح يتآكل بيد الوجع

هناك 5 تعليقات:

  1. كأنني الغيم16 يناير 2012 في 9:44 ص

    نحن لا نقيس لحظاتنا تلك ولا نصنعها
    وإلا لما ذقنا ويلات خطواتها
    وجنوح سفنها عن شاطيء الحب
    حين يبذر ذلك الشعور
    نتعهده بالعواطف
    أكثر مما نتعهده بالعقل
    لذا ينفلت منا
    ليصطدم بواقع مخالف عما العالم الذي رسمه وتصوره
    قد لا يجد الجنة كما اشتهاها
    وقد لا يجد الفضائل كما تمناها
    وقد لا يجد القلب الذي تمناه

    ردحذف
  2. تماما نحن نعيش لحظات
    قد نرسم تفاصيلها الجميلة فقط في خيالنا
    الواسع الذي يشبه الصحراء الواسعة
    ولكن تضيق بنا تلك اللحظات بواقعنا المرير هذا
    ولكن يكفي أننا عيشنها
    حتى لو لحظات بسيطة أو جزء من الثانية
    وحتى ولو كان وهما

    ردحذف
  3. كأنني الغيم24 يناير 2012 في 5:16 م

    قد يكون الواقع مريرا فعلا ولكن
    لنعش لحظاتنا استشرافا للمستقبل
    للفجر الذي يأتي منشقا من ستار الليل
    للوميض الذي يبدد ظلمة الحاضر
    من يدري
    قد يكون القادم أفضل
    ومعه ستكون اللحظات أجمل

    من يدري ...

    ردحذف
  4. من يدري فعلا ...

    سطورك توحي لي بأنك كاتب لا يستهان به

    فهل لك مدونة سيدي ؟

    ومعذرة على السؤال

    ردحذف
    الردود
    1. تلك عين رضاك سيدتي
      وإلا فلا يستسمن ذو ورم
      لا زلت يتيما لا أب لي لأنشر حرفا
      ولم أتبن صفحة الكترونية تكون حاضنة لبعثراتي
      ربما حين أستحق لفظة كاتب
      سأغزل خيوطا من حرير

      شكرا للسؤال

      حذف