الأحد، 23 أكتوبر 2011

اعترافات متأخرة



 على ساحة الاعتراف هنا تولد النهايات بأي لون كانت ...
بأي شكل يسع حجم تمردها لتتشكل معها اعترافات متأخرة ..
تلتصق على أطرافها المنتهية ..
اعترافات قد تكون بنكهة الملح ...  
تتقبلها العقول أو ترفضها ..تكتبها الأقلام أو تخفيها ...
فثمة أشياء لا نتوقعها ..حين تكون النهاية باردة كـ الجليد ،
وتفاصيلها سمراء قاتمة !!
من الصعوبة بمكان استيعاب ما يجري...
فالمشهد ينبىء بتعاسة قادمة ..
بدموع سوف تسكب على مشاهد الجزء الأخير ..
كل الملامح المستعارة سوف تتساقط كأوراق الخريف
التي بلغت سن اليأس ...
وتذوب الابتسامات الوردية ...
لتجتاح الوجوه موجه جفاف لا تنتهي...
ويعلو  عندها ضجيج الآلام المزعج ..
وتعم المكان فوضى المشاعر المختلطة بمذاق الغربة ..
أليس غريبا أن اشتاق الألم إذا غاب ..واستوحش في داخلي طعم الحياة ؟!!
وكأني معلقة على مشنقة الضياع بين سماء الخوف وأرض العقاب ..
 تذكرت أخيرا أن ميلادي لم يكن  إلا شرارة وجع ...لم يكن صمتي إلا موت جسد ..
أصبحتُ كـالماء المسجون في قنينته الضيقة ...
لا يتنفسُ !! بل يموت ضـجرا ...
هكذا نحن حين نتعود هذه النمطية في العيش 
وتتشكل من تلك العذابات نهاية الطريق الطويل ....
فقد يكون المصير المجهول قبرا أو ربما سجنا لا فرق ..
فكــــــلاهما يستبيح قدسية الروح ..
ويمضيان بها نحو الغروب الجريح
 فمازالت دماؤه الحمراء تنزف في البحر ..
 لتنكشف أوهام الضمائر الميتة ...
وتنتهي الأكاذيب الساذجة ، رغم نباحها بصوت مرتفع .
رغم شراسة أساطيرها..فتتبخر كبخور العارفين فوق رؤوس المجانيين .
تثيرني لحظة الاعتراف الأخيرة !!حين تتجسد الحقيقة كما هي ..
إلا أن ثورة العصيان في عالمي جريمة ..
وشعارات البطولة التي تداعبني
 هي في مذهبي أضغاث أمنيات بائسة ...
قاسية تلك الحواجز التي تحرمني لذة النضال ..
فكلما كانت اعترافاتي متأخرة .. يتولد في داخلي ذاك الصراع
بين موت جريء وحياة ملتوية ..
فتبقى حقيقة الوقت الوحيدة.. أن للموت وجها واحدا
لكن ..
للحياة ألف وجه يقودني نحو السراب...

هناك تعليقان (2):

  1. قد تكون لحظات الإعتراف شديدة ولكنها مريحة
    وقد تكون مريرة الطعم لكنها بردا وسلاما على قلب الإنسان
    بداخلنا الكثير مما ختم عليه بسري و سري للغاية
    ولعلنا بحاجة أكثر من ذلك إلى بوح يريح الأرواح من ثقل ما حملته

    بقدر ما ننظر إلى أنفسنا بأن حياتنا سلبية أو ظلامية بقدر ما ينظر إلينا الآخرون إلى أننا لسنا رقما زائدا في عداد هذا الوجود

    سرني هذا المرور على صفحتك

    ردحذف
  2. جميل جدا أشكر هذا المرور المعطر بالعطاء

    ردحذف