" خذ هودجي وانطلق كي لا يفوت القطار "

ما بالكَ تحرق العمر أنينا ....

وتلف حول معصمكَ حكايات الألم ...

تبكي خيولكَ منذ غادرتَ الوطن ...

تلتحف ملامحكَ غبار الشتات بلا سأم   ....

فتتعرى روحكَ من كبريائها ...

لتخنقني شقاوة الاستفهام ..

فلا افهم هذه الهزائم المعلقة على جيد حلمك المكسور..

وعشقكَ المقدس لهذا الظلام المجروح ...؟!

كنتَ تنسج النور كي لا  يغادر حياض  القلوب ...

وتروي أساطير البقاء للعاشقين ...

ما بالكَ تغرق اليوم في المساء كأنك ضيعتَ الطريق ...

ووجهة الصراع بين الأزقة القديمة ...

كأني ألمحُ انسحاب قلبكَ من بين يدي ..

واستشعر بثورة عصيانكَ في داخلي ...

ما بالكَ تتناسى لوحة الخلود

لتنتهي  على بريق ألوانها

مأساة العبيد ..

جراح المذنبين ...قلق الفقراء..

ويأس العابرين...

لا أفهم لغة كلماتكَ النازفة ...

ولم تخبرني كيف أفكُ رموزها ...؟؟؟

أرى وجهكَ خلف ستار الحزن يتمتم بالرحيل ...

ما بالكَ مطأطئ الجبين ... تقتاتُ تقاسيمكَ على شجن يلوح باغتراب ....

وهيئتكَ ما عهدتها بهذا الشقاء الحزين ...

تتسكع آهاتكَ وراء ظلي ...

وتشتكي لوعات البعاد ...

وراء مدن الصمت تتوارى

تبكي حرقة ويمزقها الضياع

يحرقني ألمك السرمدي حين يتردد في الكون ....

ويستعذبُ شعارات المشفقين ..

حياتي عبودية لا تنتهي لهذا الحزن الذي يشتهي البقاء على ضفاف السنين

ما بالكَ تعذب جثماني حين أقسم أن يصلي على أرواح المعذبين ...

ما بالكَ تنشر أثواب الموت على روحي وترهقني بالأنين..!!

قف لحظة ..

وافتح عينيكَ دون انكسار ...

واغتسل من أدران الخوف ...

وامتطِ صهوة جوادكَ الرابض في الفناء ..

أرى أحلامي تحتضر  ..

وأنت في تردد وبقاء ...

تتدلى عناقيد اليأس مني

وكفن الأماني تغزله أيادي الحاسدين

أصغي هنيهة لخاطري

لبقايا الشعور المتدفق بين خيوط الشرايين

لعل صوت خاطري المفجوع يأتيكَ ويلهث على بوابة قلبك :

"خذ هودجي وانطلق كي لا يفوت القطار ..."

"خذ هودجي وانطلق كي لا يفوت القطار..."