آه .. آه .. آه
تخرج ساخنة ، معذبة ، كأن الألم يجرحها ، كأن الليل يصب كوابيسه فيها !!!
كل حماقاتها باتت مكشوفة إلا لعينيها ،
لا تفهم سر تعبها الذي يتكاثر كل يوم على جبينها ،
وحبات العرق المعلقة على صفحة خدها ،
وحيدة القلب إلا من الأوهام القاتلة ،
تمتلك بحرا من الضياع ،
وسهولا شاسعة من الأمنيات الساذجة ،
حمقاء تلك الأحلام المرمية على شواطيء مناماتها المزيفة ،
لم تدرك حقيقة نفسها ،
ولم تعي حجم المعاناة التي تقضي على أنوثتها رويدا رويدا ،
كانت فتاة من نسيج خيال تسكن بيت من خيوط العنكبوت ،
تزينه بإبتسامة شاحبة من ثغرها ،
آه .. آه .. آه
وحدها الآهات تنثرها في بقاع صمتها ،
أصبح عالمها غابة من الظلام
تقرأ فيها فصول غيبتها
يومياتها السمراء
عناد الزمن لها ،
عارية الخطى حين تكون شاردة بأفكارها المرقعة بالأسى
تهمس جنونا للمدى
تعانق صدى المسافرين حين يسرقها الحنين
آه .. آه ..آه
لم يبقى إلا الموت !!
حقيقة الحياة التي لا يكذبها العابرون
تتجاهلها هي كي تبقى صامدة وتموت واقفة
تشربت ألما
وتعاطت من أفيون الحزن حتى أدمنت
لم يبقى إلا الموت هدية الروح القاسية !!!
تزين قبرها العاجي بالورد
كي يدرك المارين عليه أنها كانت نقية
طاهرة الحرف
وإن كانت كلماتها تسكن بين العنكبوت
وتعلوها الأتربة
آه .. آه ..آه
أحرقتها وحدة الوقت ،
أشعلت فيها حنين السفر،
تعنكبت تلك المشاعر على قلبها ،
فتمنت الرحيل ،
بعد أن تناولت عشاؤها الأخير ،
وضباب الليل يؤرقها
ودموعها لوحة علقت على الرصيف
أمام كرسي فارغ
لا ينطق إلا بوحدة الطريق
بيوت العنكبوت لم تكن يوما آمنة لأهلها فكيف ستكون آمنة لكلماتك!!!
ردحذفحين نرتضي لأنفسنا أن نسكن كلماتنا بيوتا كبيوت العنكبوت فهو ارتضاء بأن نعيش في سوداوية الحياة ويأسها
وهو ارتضاء منا بأن تموت أحرفنا التي كان ينبغي أن تظل حية في كل عصر ولكن بما أنها قرنت بميت فهي ميتة فالأموات لا يتبنون الأحياء أبدا
لتنفضي غبار الألم سيدتي
ولتفتحي نافذتك الجديدة على الحياة
فهنالك بلا شك
بيوتا أفضل من بيت العنكبوت
فاسكنيه
ربما أحيانا يستهوينا الضعف
ردحذفويستهوي ممتلكاتنا
ربما نحتاج الضعف أحيانا كي نبذر في دواخلنا القوة
من جديد
أثمن مرورك العظيم هذا
السلام عليكم أستاذتنا الفاضلة
ردحذفشكراً على هذه الحروف المنسوجة بالذهب
سيدي ملتمس النور هنا
ردحذفأهلا وسهلا بك أستاذي الجليل
كرم منك عبور مدونتي البسيطة